كيف تؤثر زيارة الراعي للسعودية في الأزمة الداخلية في لبنان؟

صدر الصورة، Reuters

اكتست زيارة بطريرك الكنيسة المارونية في لبنان الكاردينال بطرس بشارة الراعي للسعودية أهمية خاصة لها دلالات رمزية وسياسية.

فالزيارة، التي كانت مبرمجة منذ فترة، هي الأولى التي يقوم بها رجل دين بارز غير مسلم للمملكة. وهذا أمر نادر الحدوث في تاريخ المملكة. كما أن البطريرك هو أول مسؤول لبناني كبير يزور السعودية منذ اندلاع الأزمة التي أثارها إعلان سعد الحريري استقالته من رئاسة وزراء لبنان الأسبوع الماضي من الرياض.

كان اليوم الثاني من زيارة البطريرك بشارة الراعي للرياض حافلا باللقاءات. فقد استقبل من قبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وتناول الحديث سبل "تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب" حسب وكالة الانباء السعودية. وقال ثامر السبهان وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي إن الزيارة تبرز أسلوب بلاده في التعايش السلمي والانفتاح على كل الفئات الدينية للشعوب العربية.

كما عقد البطريرك لقاء ثانيا مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وآخر مع سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الذي أعلن استقالته من منصبه في الرابع من الشهر الجاري بعد وصوله إلى الرياض.

وثمة تساؤلات عديدة حول ما إذا كان البطريرك الماروني سيدلي بدلوه في الجدل السياسي ويساهم بطريقة أو بأخرى في حلحلة الأزمة التي أثارها إعلان الحريري استقالته من الرياض واستمرار اعتكافه بها، رغم كل ما قيل عن خضوع حركته لقيود سعودية ونفيه لذلك في مقابلة صحفية بل وتأكيده على قرب عودته إلى بيروت.

وبعيد لقائه بالحريري نقلت قناة العربية السعودية عن البطريرك بشارة قوله "إن الحريري سيعود إلى لبنان في أقرب فرصة ممكنة وأنا أدعم المبررات وراء استقالته". وبعد ساعات على اللقاء عاد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل ليؤكد من جديد، ضمن تغريدة على حسابه على تويتر هي الأولى من نوعها، قائلا: "يا جماعة أنا بألف خير وإن شاء الله أنا راجع هل يومين خلينا نروق". وأضاف الحريري أن أسرته ستظل في السعودية التي وصفها بأنها "مملكة الخير".

وباستثناء عبارات من قبيل "بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين الجانبين...." لم تشر وكالة الأنباء السعودية لا من قريب ولا من بعيد عما دار في اللقاءات الثلاثة للبطريرك بشارة بشأن الأزمة اللبنانية. غير أن مصادر مقربة من البطريركية المارونية في لبنان كانت قد أشارت عشية تلك اللقاءات أن البطريرك سيؤكد خلال زيارته للرياض على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في المنطقة وعدم دخول لبنان في سياسة المحاور، وهو التوجه الذي شدد عليه رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل سعد الحريري الأحد في أول مقابلة له بعد تقديم استقالته.

غير أن تصريحات البطريرك لتلفزيون العربية وتغريدة الحريري نفسه لم تتمكن من تخفيف الضغط في بيروت. فكبار المسؤولين في الدولة لم يقتنعوا لا بتصريحات الحريري التلفزيونية التي وعد فيها بالعودة بعد يومين ولا بتغريدته التي مددت تلك المهلة بيومين آخرين، مع التأكيد على أن عائلته ستظل في السعودية.

بعض اللبنانيين الأكثر تشاؤما بدؤوا يرددون أن الوضع أصبح أكثر تعقيدا وأن الحريري ربما لن يعود. وحتى إذا عاد فهل سيظل في منصبه السياسي؟ وإذا ظل هل سيقبل حزب الله بالشروط التي أشار إليها في مقابلته التلفزيونية في الرياض؟

وحتى اليوم لا يزال الرئيس العماد ميشال عون على موقفه من ضرورة عودة الحريري لاستجلاء الأمر معه، فيما يرى وزير خارجيته أن من دون عودة الحريري لن تنجلي الضبابية المحيطة بالأزمة.

كيف تؤثر زيارة الراعي للسعودية في الأزمة الداخلية في لبنان؟

هل اتخذ البطريرك موقفا سياسيا بعد دعمه لمبررات استقالة الحريري؟

هل يؤثر هذا الموقف السياسي المؤيد ضمنيا لموقف الحريري في توازن القوى السياسية داخل لبنان؟

ما سر تمديد مهلة العودة الى بيروت بيومين آخرين؟